الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
في الإسلام والإيمان الإسلام لغة: الانقياد. وشرعًا: استسلام العبد لله ظاهرًا وباطنًا بفعل أوامره واجتناب نواهيه فيشمل الدين كله قال الله تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينًا} [المائدة: 3] {إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران: 19] {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه} [آل عمران:85]. وأما الإيمان فهو لغة: التصديق قال الله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا} []. وفي الشرع: إقرار القلب المستلزم للقول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل، اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل القلب والجوارح. والدليل على دخول هذه الأشياء كلها في الإيمان قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره). وقوله: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول : لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). فالإيمان بالله وملائكته إلخ اعتقاد القلب. وقول : لا إله إلا الله قول اللسان. وإماطة الأذى عن الطريق عمل الجوارح. والحياء عمل القلب. وبذلك عرف أن الإيمان يشمل الدين كله، وحينئذ لا فرق بينه وبين الإسلام وهذا حينما ينفرد أحدهما عن الآخر، أما إذا اقترن أحدهما بالآخر فإن الإسلام يفسر بالاستسلام الظاهر الذي هو قول اللسان، وعمل الجوارح، ويصدر من المؤمن الكامل الإيمان، والضعيف الإيمان قال الله تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [] ومن المنافق لكن يسمى مسلمًا ظاهرًا ولكنه كافر باطنًا. ويفسر الإيمان بالاستسلام الباطن الذي هو إقرار القلب وعمله، ولا يصدر إلا من المؤمن حقًا كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقًا} [الأنفال: 4]. وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم ولا عكس.
|